أعلنت شركة فورد موتور (Ford Motor Co) عن نتائج مالية فاقت توقعات “وول ستريت” للربع الثالث من عام 2025، مسجلة إيرادات تاريخية بلغت 50.5 مليار دولار. وعلى الرغم من هذا الأداء القوي، اضطرت الشركة لخفض توجيهاتها المالية لعام 2025 بأكمله. وعزت فورد هذا التخفيض إلى تأثر عملياتها بحريق اندلع الشهر الماضي في مصنع “نوفيليس” (Novelis) بنيويورك، وهو مورد رئيسي للألومنيوم، مما أدى إلى اضطراب في إنتاج شاحناتها وسيارات الدفع الرباعي الكبيرة ذات الربحية العالية.
تداعيات الحريق وخطة فورد للتعافي
قدرت شركة صناعة السيارات ومقرها ديترويت أن التكلفة الإجمالية للحريق ستتراوح بين 1.5 و 2 مليار دولار. ومع ذلك، تتوقع فورد التخفيف من وطأة هذا التأثير لتقل التكلفة الإجمالية عن مليار دولار بحلول العام المقبل. ولتحقيق ذلك، أعلنت الشركة يوم الخميس عن خطط “لزيادة كبيرة” في إنتاج شاحناتها البيك أب في الولايات المتحدة، تشمل إضافة 1000 عامل مطلع العام المقبل في مصانعها بميشيغان وكنتاكي. وتتوقع فورد أن يعوض هذا الإنتاج الإضافي حوالي نصف الوحدات المفقودة هذا العام، البالغة 100,000 وحدة.
وقال جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، في بيان: “نحن نعمل بشكل مكثف مع نوفيليس وآخرين لتأمين مصادر ألومنيوم يمكن معالجتها في أقسام المصنع التي لم تتضرر، بينما نعمل على استعادة الإنتاج الكامل للمصنع”.
استثمار 60 مليون دولار في مصنع كنتاكي
وفي تفاصيل خطة التعافي، تستثمر فورد 60 مليون دولار في مصنعها للشاحنات في كنتاكي (KTP) لتعزيز قدرته الإنتاجية، وهو المصنع الذي ينتج شاحنات “F-Series Super Duty”. يتضمن هذا الاستثمار إضافة 100 وظيفة جديدة بالمصنع، بالإضافة إلى 900 وظيفة أخرى في مجمع فورد روج في ميشيغان لإنتاج “F-150”. ويهدف الاستثمار البالغ 60 مليون دولار في كنتاكي إلى دعم تدريب الموظفين وزيادة سرعة خط التجميع، مما يؤدي لإنتاج 5000 شاحنة “سوبر ديوتي” إضافية في عام 2026.
وأشار كومار جالهوترا، مدير العمليات في فورد، إلى أن الحريق تسبب في توقف مؤقت لإنتاج طرازي “إكسبيديشن” و”لينكولن نافيجيتور”، وأن مصنع كنتاكي يعمل حاليًا “بنوبة واحدة”. ومن المتوقع استئناف الإنتاج الكامل في الجزء المتضرر من مصنع “نوفيليس” في أواخر نوفمبر أو أوائل ديسمبر، مؤكدًا عدم تأثر المستهلكين لوجود “مخزون كافٍ” لتلبية الطلب الحالي.
تعديل التوجيهات المالية لعام 2025
ونتيجة لتأثير الحريق، حدثت فورد توقعاتها لعام 2025. تتوقع الشركة الآن أرباحًا معدلة قبل الفوائد والضرائب (EBIT) تتراوح بين 6 و 6.5 مليار دولار، انخفاضًا من 6.5 إلى 7.5 مليار دولار. كما تم تخفيض توقعات التدفق النقدي الحر المعدل إلى ما بين 2 و 3 مليار دولار، مقارنة بـ 3.5 إلى 4.5 مليار دولار سابقًا.
وأوضحت شيري هاوس، المديرة المالية لشركة فورد، أنه “لولا الحريق”، لكانت الشركة تخطط “لرفع” توجيهاتها لأكثر من 8 مليارات دولار. ووصف توم نارايان، المحلل في “آر بي سي ماركتس”، هذا التغيير بأنه “رفع فعلي” للتوجيهات عند استبعاد آثار الحريق وتكاليف التعريفات الجمركية، التي خفضت فورد توقعاتها لها أيضًا.
أبرز نتائج الربع الثالث المالية
على الرغم من هذه التحديات، أظهرت نتائج الربع الثالث أداءً ماليًا قويًا. فبالإضافة إلى الإيرادات القياسية البالغة 50.5 مليار دولار، بلغت الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب 2.6 مليار دولار، وهو ما يتماشى مع العام السابق. كما حققت الشركة تدفقًا نقديًا حرًا معدلاً بقيمة 4.3 مليار دولار في الربع الثالث، ليصل الإجمالي منذ بداية العام إلى 5.7 مليار دولار.
وجاء الأداء القوي مدفوعًا بقسم “فورد برو” (Ford Pro) للمركبات التجارية، الذي حقق إيرادات بقيمة 17.4 مليار دولار وأرباحًا (EBIT) بلغت 2 مليار دولار. في المقابل، سجل قسم “فورد موديل إي” (Ford Model E) للسيارات الكهربائية خسارة بلغت 3.6 مليار دولار منذ بداية العام، بينما حقق قسم “فورد بلو” (Ford Blue) لمركبات الاحتراق الداخلي أرباحًا (EBIT) بقيمة 1.5 مليار دولار. وأعلنت الشركة عن توزيع أرباح نقدية بقيمة 0.15 دولار للسهم، تُدفع في الأول من ديسمبر.








