يواصل المنتخب الياباني لكرة القدم ترسيخ مكانته كقوة صاعدة على الساحة العالمية، فبعد الأداء المذهل في مونديال قطر 2022، نجح “الساموراي” في تحقيق إنجاز جديد يُضاف إلى سجلهم، وهو الفوز الأول في تاريخهم على منتخب البرازيل.
فوز تاريخي على “راقصي السامبا”
في مباراة ودية مثيرة أقيمت يوم 14 (الشهر الحالي)، نجح المنتخب الياباني في قلب تأخره بهدفين نظيفين أمام البرازيل إلى فوز تاريخي بنتيجة 3-2. تقدم “السليساو” في الشوط الأول عن طريق باولو هنريكي (د. 26) وغابرييل مارتينيلي (د. 32).
لكن الشوط الثاني شهد “ريمونتادا” يابانية، حيث سجل تاكومي مينامينو (موناكو)، وكيتو ناكامورا (ستاد ريمس)، وأياسي أويدا (فينورد) ثلاثة أهداف متتالية، ليحققوا الفوز الأول لليابان على البرازيل في المواجهة رقم 14 بينهما (بعد 11 هزيمة وتعادلين). هذا الفوز رفع سقف التوقعات مجدداً لليابان قبل مونديال 2026.
إشادة من محلل مخضرم
المعلق البرازيلي-الياباني المخضرم سيرجيو إيتشيغو (80 عاماً)، وهو لاعب سابق من الجيل الثاني، عبّر عن ذهوله. وكتب في عموده: “أتابع الكرة اليابانية منذ 50 عاماً، ولم أتخيل أبداً أن هذا اليوم سيأتي”.
وأضاف إيتشيغو ساخراً: “عندما اتصل بي أصدقائي البرازيليون معتذرين بأن فريقهم لم يكن مكتمل الصفوف بسبب الإصابات، رددت عليهم ضاحكاً: ومنتخب اليابان أيضاً كان يفتقد كل لاعبي خط الوسط المدافع وخط الظهر الثلاثي بسبب الإصابات”.
وبالفعل، غاب عن البرازيل نجوم كبار مثل أليسون وماركينيوس ورافينيا، بينما افتقدت اليابان أيضاً لقائدها واتارو إندو. وعلق إيتشيغو: “الفوز يظل فوزاً، وهذا ذكرني بما فعلناه أمام ألمانيا وإسبانيا في كأس العالم”.
نقطة تحول وروح المونديال
اعتبر إيتشيغو أن هدف مينامينو كان نقطة التحول التي غيرت أجواء المباراة بالكامل، واختار ريتسو دوان (أينتراخت فرانكفورت) كرجل للمباراة (MVP) بسبب مجهوده الدفاعي الجبار الذي منع هزيمة أثقل في الشوط الأول.
وأكد إيتشيغو: “بين الشوطين والنتيجة 0-2، قلت إننا لا نملك سوى انتظار معجزة. والمعجزة حدثت فعلاً. فوز أول على البرازيل، وعودة درامية.. أنا مندهش أنني عشت لأرى هذا اليوم”.
جدل “الخط” في مونديال قطر
هذه “المعجزات” اليابانية تعيد للأذهان ما حدث في مونديال قطر 2022. يومها، فجرت اليابان مفاجأة مدوية بفوزها على إسبانيا 2-1 في ختام دور المجموعات، وهو الفوز الذي أهلها وأطاح بالمنتخب الألماني خارج البطولة.
المباراة شهدت جدلاً تحكيمياً هائلاً في الدقيقة 50، تمحور حول هدف الفوز الياباني. اللقطة أظهرت أن اللاعب كاورو ميتوما مرر الكرة العرضية لزميله أو تاناكا بينما كانت الكرة تبدو وكأنها تجاوزت خط المرمى بكامل محيطها.
“الفيفا” يحسم الجدل بـ “الفار”
في ذلك الوقت، أثار الهدف انقساماً عالمياً، حيث اعتبر الكثيرون أن الكرة خرجت، لكن الحكم احتسب الهدف بعد العودة لتقنية الفيديو (VAR).
“الفيفا” حسم الجدل رسمياً عبر “تويتر”، مؤكداً أن حكام الفيديو استخدموا تقنية “خط المرمى” للتحقق. وأوضح “الفيفا” أن الكاميرات أثبتت أن جزءاً بسيطاً جداً من الكرة كان لا يزال ملامساً للخط، وبالتالي، ووفقاً للقانون، “الكرة بكاملها لم تتجاوز الخط”، والهدف كان صحيحاً 100%.
قلق على مستقبل البرازيل
بالعودة إلى الحاضر، ورغم احتفائه بفوز اليابان، لم يُخفِ إيتشيغو قلقه على مستقبل منتخب بلده الأصلي، البرازيل.
وحلل قائلاً: “المشكلة الكبرى هي أنه لا يوجد خليفة لنيمار. المنتخب بالكاد تأهل خامساً في تصفيات أمريكا الجنوبية، ولأول مرة في التاريخ يوظفون مدرباً أجنبياً”.
واختتم: “القضية الأهم هي غياب (المهاجم الصريح). نجم الفريق فينيسيوس جونيور ممتاز، لكنه ليس مهاجماً تقليدياً (رقم 9)، بل هو (جناح) يصنع الفرص”.