في قلب العاصمة الألمانية برلين، انطلقت فعاليات معرض IFA 2025، أحد أكبر معارض الإلكترونيات والأجهزة المنزلية في العالم، والذي يحتفل هذا العام بمرور 101 عام على انطلاقه. وفي هذا الحدث العالمي، تتصدر شركتا “إل جي” و”سامسونج” المشهد، حيث تكشفان عن رؤيتهما لمستقبل الحياة اليومية من خلال حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة التي تحول المنزل إلى بيئة ذكية ومتكاملة تتناغم مع احتياجات المستخدم.
“إل جي” تقدم أوركسترا أجهزتها الذكية ومنصة “ThinQ ON”
تحت شعار “أوركسترا أجهزة إل جي الذكية”، تستعرض شركة “إل جي إلكترونيكس” في جناحها الضخم الذي يمتد على مساحة تقارب 3,745 مترًا مربعًا، منظومتها المنزلية المتطورة “LG AI Home”. محور هذه المنظومة هو المركز الذكي الجديد “LG ThinQ ON”، الذي يعمل كقائد أوركسترا ينسق عمل مختلف الأجهزة المنزلية وأجهزة إنترنت الأشياء (IoT) والخدمات الخارجية، ليقدم تجربة معيشية فريدة ومخصصة لكل مستخدم.
عند مدخل الجناح، يستقبل الزوار عرض فني مبتكر يحاكي مسرحًا موسيقيًا، حيث تصطف 21 جهازًا منزليًا ذكيًا أمام شاشة عملاقة بعرض 20 مترًا، وتظهر منصة “ThinQ ON” على الشاشة وهي تقود هذه الأجهزة في تناغم تام، مجسدةً فكرة المنزل الذي يفهم سكانه ويتفاعل معهم.
في منطقة “حلول المنزل الذكي”، تقدم “إل جي” سيناريوهات واقعية لتجارب يمكن للمستخدمين معايشتها يوميًا. على سبيل المثال، بمجرد أن يطلب المستخدم من المساعد الذكي “اقترح قائمة طعام متوازنة غذائيًا”، تقوم منصة “ThinQ ON” بالبحث عن وصفات مناسبة وتجهيز الفرن تلقائيًا. وعند انتقال المستخدم إلى غرفة المعيشة وقوله “أريد بعض الاسترخاء حتى ينضج الطعام”، تتعرف المنصة على صوته وتضبط الإضاءة ودرجة الحرارة والموسيقى لتناسب تفضيلاته الشخصية.
تمتد رؤية “إل جي” لتشمل التكامل بين المنزل والسيارة عبر حلول “Spielraum”، حيث يمكن للمستخدم من داخل منزله تسخين فرن سيارته مسبقًا، أو التحقق من كاميرات المنزل وتشغيل المكنسة الروبوتية وهو في طريقه، بالإضافة إلى مراقبة استهلاك الطاقة في كل من المنزل والسيارة.
منتجات جديدة مصممة خصيصًا للسوق الأوروبية
تركز “إل جي” في معرض هذا العام على تلبية متطلبات المستهلك الأوروبي، حيث كشفت عن 25 جهازًا جديدًا يتميز بالكفاءة العالية في استهلاك الطاقة والتصميم الأنيق وسهولة الاستخدام. فعلى سبيل المثال، تأتي الثلاجات الجديدة بتقنيات عزل متطورة ومفصلات “Zero Clearance” التي تسمح بتثبيتها بمحاذاة الحائط دون ترك مساحات، مما يوفر مساحة أكبر في المطابخ الأوروبية.
كما تم الكشف عن أحدث المكانس الروبوتية، بما في ذلك طراز “Hidden Station” المدمج الذي يتم تركيبه بشكل مخفي في قاعدة أثاث المطبخ، وطراز “Objet Station” الذي يأتي بتصميم طاولة جانبية أنيقة. ويتميز كلا الطرازين بقدرات تنظيف وغسل وتجفيف ذاتية للممسحة القماشية، مع تزويدهما بتقنية البخار لأول مرة على مستوى العالم لتعقيم فائق.
“سامسونج” تعرض منظومة ذكاء اصطناعي شاملة للحياة العصرية
من جانبها، تقدم “سامسونج” رؤيتها لمنزل المستقبل من خلال منصة “Samsung AI Home” التي ترتكز على أربعة محاور رئيسية: السهولة، والرعاية، والتوفير، والأمان. وتستعرض الشركة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين جوانب الحياة المختلفة، مثل إدارة النوم، حيث يتم تحليل بيانات النوم من ساعة “Galaxy Watch” أو خاتم “Galaxy Ring” لتوصية المستخدم بأفضل وقت للنوم، وتعمل أجهزة المنزل تلقائيًا على تهيئة بيئة نوم مثالية.
وتقدم “سامسونج” تقنية “Vision AI Companion” التي تحول أجهزة التلفاز إلى مركز تفاعلي يقدم للمستخدم معلومات حول المحتوى الذي يشاهده والأخبار والطقس، بالإضافة إلى خدمات الترجمة الفورية. كما خطف تلفزيون “Micro RGB” الجديد بشاشة عملاقة مقاس 115 بوصة الأنظار، والذي يقدم دقة ألوان غير مسبوقة بفضل محرك الذكاء الاصطناعي المدمج.
وفي مجال الأجهزة المنزلية، تعرض الشركة ثلاجة “AI Hybrid”، والغسالة والمجففة “Bespoke AI Combo”، والمکنسة الروبوتية “Bespoke AI Steam”. وتستهدف “سامسونج” السوق الأوروبية بغسالة جديدة توفر استهلاكًا للطاقة يقل بنسبة 65% عن أعلى معايير الكفاءة المعتمدة.
صفقة ضخمة مع “مرسيدس-بنز” تؤكد ريادة “إل جي” في قطاع البطاريات
وبعيدًا عن أضواء المعرض، لكن في تأكيد على قوتها التكنولوجية التي تقف خلف هذه الابتكارات، أعلنت شركة “إل جي لحلول الطاقة” (LG Energy Solution) عن توقيع عقد ضخم مع شركة “مرسيدس-بنز” لتزويدها ببطاريات سيارات كهربائية بقيمة إجمالية تقدر بنحو 15 تريليون وون.
بموجب العقد، ستقوم “إل جي” بتوريد بطاريات بسعة إجمالية تصل إلى 107 جيجاوات/ساعة لمصانع “مرسيدس-بنز” في أوروبا والولايات المتحدة حتى عام 2037. ويرجح الخبراء أن هذه الصفقة تشمل الجيل الجديد من البطاريات الأسطوانية “46-series”، وهي كمية تكفي لإنتاج ما يقرب من 1.5 مليون سيارة كهربائية. ويأتي هذا العقد بعد منافسة شرسة مع كبرى الشركات الصينية، مما يعكس الثقة العالمية في التقنيات المتقدمة التي تمتلكها “إل جي” في أحد أهم قطاعات المستقبل.
